| هند خليفات | |
 العرب مشغولون بشفة «أليسا» في ظهورها مؤخراً ببرنامج «أرابأيدل».. لا يهمني لو كان جراح التجميل قد نسي «بربيش»السيلكون في باطن شفتها وذهب لتفقد فنانة أخرى في الغرفةالمجاورة، يهمني أكثر أن شفة «أليسا» شغلت مؤسسات صحفيةومواقع عربية كخبر فني رئيسي وناقش الأمر الجلل معظم برامجالحوارات المنوعة عبر الإذعات والفضائيات.... على هذا الزخم غداً سيؤرخ العرب تواريخهم بهذه الحادثة.. فمثلاً يسأل فلان: متىتزوجت؟ يجيب الآخر: سنة ما «فقع» السيلكون في «براطم» أليسا.. بصراحة حادثة «السيلكون» التي استحوذت على الإعلام العربي حينها، تؤكد بما لاشك فيه أن إعلامنا العربي لا يفوت فرصة لتفتيش حتى بطانة فستان فنانة، وقد يفردحوارات ضخمة عن سمنة فنانة أخرى، في حين يعجز ويصبح مقفراً حين الحديثعن تراجع الدراما العربية وتقمصها الأدوار التركية بطريقة الـ «كوبي بيست»... إعلامنا العربي يصبح جاداً أكثر من اللازم لو طلبنا منه الحديث عن المسرح العربيوتاريخه، وقد يقطع يده ويشحذ عليها حين أن نتمنى منه أن يتحدث عن مطربةحصيفة تمتهن غناء الموشحات، وقد «يعتري» و«يطيح مرة» لو أشرنا له أنه مقصرفي نقل تجارب الوجوه الشابة التي يصادف أنها تخوض معركة الفن وبالتزام ومهنية! شفتا أليسا تستحقان دراسة معمقة، وحادثة السيلكون تستحق أطروحة تمسح حالالإعلام العربي وخاصة الفني منه، وأقسم أن جماهيرية شفتي أليسا في ذاك المساء قدتجاوزت الحديث حتى عن البرنامج نفسه، وقد تكون أهم خبر وحدث تم تناوله بشكلفاق أخبار الثورات العربية! أشعر بالحزن على مستقبل جراح التجميل الذي ارتكب ذاك الخطأ التجميلي البارزجداً، خاصة أن الإعلام سيلاحقه عاجلاً أم آجلاً لمعرفة مجريات الحادثة وكمية الضخالذي تجاوز حدها المسموح به على ما يبدو! وأشعر بذات الوقت من الريبة من الإعلام العربي «الهش» والذي يعشق «الهشكبشك» ويموت في أخبار السيلكون ولا يتوانى لحظة عن منافسة الصحافة الصفراء فيفرد أهم واجهاته لأخبار فنية أقل من ضئيلة... على ما يبدو أن هذا عام ربيع أليسا.. حيث ثورة شفتيها وثورة جمهورها الضخم الذيشعر بأنه «مضحوك عليه» لمجرد أن الفنانة الجميلة قامت بارتداء ذات الفستان في أقلمن أسبوع خلال مناسبتين! وعلى طريقة الإعلام العربي والثورات: «ارحل يا جراح تجميل أليسا.. و«بنحبك» ياأليسا!!». المصدر / http://www.rotanamags.net | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق